مقال الأسبوع

هوس جمع الكتب بدون قارئتها .. متلازمة تقودك للإفلاس!

يقول ادوارد نيوتن:

“حتى عندما تكون القراءة مستحيلة، فإن الاستحواذ على الكتب يخلق حالة من النشوة”.

يغمر القارئ النهم شعور لا يوصف عندما يقتني كتبًا جديدة، حيث يأخذه الحماس والشغف لانضمام كتاب جديد إلى مجموعته على أمل أن يأخذه إلى عوالم جديدة.

ومع ذلك، قد نلاحظ أحيانًا تصاعد غير عادي في هذا السلوك، حيث يمتلك بعض الأشخاص مكتبات ضخمة تحتضن آلاف العناوين، وهذا ما يثير تساؤلات حول طبيعة هذا الاقتناء المفرط ودوافعه.

لماذا يجمَعُ بعض الأفراد كمية هائلة من الكتب دون أن يقرأوها جميعًا؟ هل يشعرون بالتحفيز أو المتعة من هذا الجمع، أم أنه مجرد هوس لا يمكن تبريره؟ هل قد يكون هذا السلوك مخاطرة نسبية للقراء الذين ينخرطون فيه؟

قد يكون هذا السلوك مرتبطًا بأمور متعددة، منها إبراز الذوق الثقافي، وتأثير الإعلام الاجتماعي حيث يعرضون لآخر صيحات الكتب ويشعرون بضرورة متابعتها، ومنهم من يرغب في الاحتفاظ بها كمرجع للمستقبل، ومنهم من يستخدمها كزينة وديكور!

ولكن هل يمكن أن يؤدي هذا الجمع الزائد إلى الشعور بالإرهاق والتشتت؟

نعم، فجمع الكتب دون قراءتها يمكن أن يؤدي إلى تراكم غير منضبط قد يجعل القارئ يمل وينتقل من كتاب إلى آخر دون إكماله أو قراءته بشكل مفيد.

وإن الرغبة الدائمة في شراء واقتناء الكتب من الممكن أن تُعبّر عن مرض وخلل نفسي، هو الـ Bibliyomani  ببلومانيا. وهو هوس جمع الكتب، وهو تسمية مخصصة لحالة متطرفة من حب الكتب، قد تبدأ أعراضه الأولى منذ الصغر دون ملاحظتها.

يخزن خلالها الأشخاص الكتب رغم أنهم قد لا يكونون مهتمين بقراءتها، ويصبح الاضطراب مرضاً عقلياً عندما يتداخل مع الحياة اليومية للفرد.

 

اقتناء الكتب في التاريخ:

عبر التاريخ، ربطت بعض المجتمعات بين مكانة الفرد وما يمتلكه من الكتب.

فإذا انتقلنا إلى العصر الأندلسي، نلاحظ مدى اهتمام أهل الأندلس بالكتب واعتنائهم بها، حتى أصبحت قيمة الكتب مرتبطة بقيمة الفرد وثقافته، فقد كان لأصحاب المكتبات مكانة بارزة ومرموقة جعلت من لا يقرأون الكتب مجبرين على إقامة مكتباتٍ في بيوتهم في بيوتهم مكتبات كان الهدف وراءها هو السعي لكسب الشهرة والاعتبار بين الناس من خلال جمع مجموعات نادرة لا تتوفر عند الآخرين.

التغلب على هوس جمع الكتب!

جمعنا هنا بعض الطرق التي تفيد في التغلب على هوس جمع الكتب دون قراءتها:

  1. تحديد أهداف وأولويات للقراءة تعرف بها ما المجال الذي تحب القراءة فيه وما الذي يثير اهتمامك.
  2. تحديد وقت معين يوميا أو أسبوعيا للقراءة تلتزم به.
  3. تبادل الكتب مع الآخرين: تبادل الكتب مع الآخرين يساعدك في ترتيب الكتب المهمة لديك وعدم تكدس الكتب في مكتبتك.
  4. تقييم الكتب بعد القراءة يساعدك في الاستفادة القصوى من المعلومات ومعرفة اهتماماتك.
  5. التخلص من الكتب غير المفيدة.

في نهاية الأمر لابُدّ من أنْ يكون لدينا مهارة انتقاء الكتب بدقةٍ عاليةٍ، ومعرفةٍ تامّة؛ وأن نحافظ على جلّ وقتنا ولا نضيعه فيما لا يجدي نفعاً ولا يزيدنا معرفة.

فَلطالما شُبِّه العقل بالمعدة فكثرة الواردات تصيبه بالتخمة والترهل والبدانة؛ ثم بعد ذلك يحتاج إلى التخفيف، والحمية، وانتقاء الأفضل؛ فإذا كان هذا الحرص مع المعدة؛ فالعقل أوجب أن يُحرص عليه، وأن يتم المحافظة على سلامته، والانتقاء –بعناية- ما يمر فيه.

 

 

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق