اقتباساتكتبمقال الأسبوع

المقومات الإيمانية للحضارة الإسلامية

من سلسلة (مستقبل الإسلام) للدكتور طارق السويدان

العقيدة والإيمان في الإسلام عقيدة حركية عملية تطبيقية، فلا قيمة لعقيدة في القلب ما لم يتبعها عمل.

 

والحضارة تُبنى على العقيدة أولاً، والرسول “صلى الله عليه وسلم” قدوتنا في ذلك، فقد جمعت شخصيته “صلى الله عليه وسلم” بين الإيمان والعمل دوماً.

 

نستعرض في هذا المقال باختصار المقومات الإيمانية للحضارة الإسلامية المنشودة:

 

  • المقوم الأول: الفطرة أساس العقيدة

قال الله تعالى: “فأقم وجهك للدين حنيفاً فطرت الله التي فطر الناس عليه لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون”

ويتكون هذا المقوم من عدة نقاط رئيسية:

  • عقيدة ثابتة لا تقبل الزيادة.
  • عقيدة دليل وبرهان ومنطق.
  • عقيدة عمل ووجدان.

 

 

  • المقوم الثاني: عمارة الأرض عبادة

يقول الله تعالى: “هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها” فالعابد الحقيقي لله هو من يضيف إلى العبادات المعروفة عبادة عمارة الأرض.

يقول الإمام الشعراوي رحمه الله تعالى: (لا تتأتى عمارة الأرض إلا بالحركة فيها).

  • إيمان وعمارة:

عقيدتنا عملية وإيماننا حركي، وليس مجرد بكاء في زوايا المسجد، أو هز للرؤوس من روحانية الخشوع، وهذا ما يؤكده حديث النبي “صلى الله عليه وسلم”: “إن قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة، فإن استطاع أن لا يقوم حتى يغرسها فليفعل”.

  • عبادة ثم عمارة:

قال الله تعالى: “فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله”.

  • جنود مجهولون:

يا من تشتغلون بالإعلام الهادف النظيف، وفي السياسة، لا تظنوا أن أجركم أقل ممن يتعبد في المسجد أو يقوم الليل.

 

 

  • المقوم الثالث: الإيمان العملي

يقول الإمام الآجري: (الأعمال بالجوارح تصديق عن الإيمان بالقلب واللسان).

فالإيمان هو: تصديق بالجنان، وإقرار باللسان، وعمل بالأركان.

 

– “الذين آمنوا وعملوا الصالحات”

في آيات كثيرة تجاوزت الـــ 50 موضعاً ربط الله تعالى بين الإيمان والعمل الصالح، ورتب الفلاح والنجاة على الإيمان المقرون بالعمل الصالح.

 

 

  • المقوم الرابع: الآخرة خير وأبقى

يقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه: (كونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا، فإن اليوم عمل ولا حساب، وغداً حساب ولا عمل)، فالدنيا مزرعة الآخرة.

نريد إيمان وسط متوازن بين الدنيا والآخرة، كما قال الله تعالى: “وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا”.

– حقيقة الزهد:

الزهد ليس مسألة شكلية، بل مسألة قلبية بالدرجة الأولى، فلا تتركوا الدنيا – باسم الزهد – للآخرين يحكمونها بمناهجهم المنحرفة، لأنهم سينشرون الظلم والفساد.

يقول الإمام الجنيد: (الزهد هو استصغار الدنيا، ومحو آثارها من القلب).

 

 

  • المقوم الخامس: تكامل العلم والإيمان

هناك 4 وجوه تحكم العلاقة بين العلم والدين:

  • نص ديني واضح + نظرية علمية: وبينهما تعارض = نأخذ بالنص الديني.
  • نص يحتمل أكثر من رأي + حقيقة علمية: وبينهما تعارض = نفسر النص في ضوء الحقيقة العلمية.
  • نص يتحمل أكثر من رأي + نظرية علمية: وبينهما تعارض = نسكت وننتظر.
  • نص واضح + حقيقة علمية: لا يمكن أن يتصادما.

 

 

منقول باختصار من كتاب:

الحضارة الإسلامية القادمة – الكتاب الأول من سلسلة (مستقبل الإسلام)

للدكتور طارق السويدان

 

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق