اقتباساتتنمية ذاتيةمقال الأسبوع

اصنعي صحبة

أ. هناء رشاد

اصنعي صحبة

 

إن وجدتِ يداً ممدودة فابسطي يمينك.. لم نخلق لهذا الانعزال!!

فطرنا أنا وأنت ونحن على حب التجمع، وعلي أن نألف بعضنا حتى لو تجمعنا في مكان واحد لا نعرف فيه بعضنا، فمجرد هذا الالتفاف وهذا الزحام يدخل على أنفسنا الاستئناس وعدم الرهبة من المكان.

فلا تسكني جزيرتك تعزفين لحن الوحدة منفردة بذاتك وكفى!

إن استطعت يوماً لن تلحقيه آخر، وكما لا نقدر أن نحيا طويلاً في الظلام، فالوحدة هي الظلام بعينه، فاخرجي إلى حيث تلتقين بالنور والناس والإحساس، انضمي إلى القوافل.. لن تشعري أبداً بالوحدة.. اصعدي معهم حيث النجم بجانب أخيه يصنع كوكبة من النجوم تضيء السماء.

جاوري السحاب المجتمع ليفيض على الدنيا بالمطر فتنبت الأرض بالخير.
تآلفي والأرواح الصديقة، فنعمة عظيمة أن نجد حيث نسير الرفقاء والأعزاء والصحبة الجميلة..
فالخيوط تتآلف لتصبح نسيجاً فليس الخيط وحده يصنع ثياب، وليس الشعاع الواحد يصنع شمساً ترسل إلينا بنورها وعبر أشعتها مجتمعة لتشيع الدفء في قلوبنا، والقمر يغزل نوره ويرسله في بعثه للضياء فيتبدد ظلام أنفسنا..

اندمجي مع هؤلاء مع سيمفونية الكون ولا تختاري أن تصبحي نغمى نشازاً تخرجنا عن استمتاعنا باللحن الجميل!
فيتجنبك الجميع الذي اعتاد الألفة والصحبة التي تملأ الروح بالبهجة..

زاحمي على الحب في قلوب الآخرين، الذين يحتاجون إليك كما تحتاجين إليهم، فقط امنحيهم الإخلاص والقلب المحب للخير ولهم، لا تنتظري حتى تلاطمك أمواج الحياة لتبدئي في البحث عنهم، اصنعيهم الآن.. حتى لا يلفك الصقيع وتخيم عليك أجواء الوحدة الموحشة..

ابحثي لنفسك عن مكانة في دنيا تحفل بالمميزين..

من كتاب (كنز في أعماقك) للأستاذة هناء راشد

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق