مقال الأسبوع

ثلاثية المسيح| رحلة عبر التاريخ والدين

د. أيمن العتوم

 

في عصرنا الحديث، وبينما تظل التكنولوجيا هي الأساس، لا نزال نلاحظ أن الشغف بالتاريخ والحقب التاريخية لا يزال حاضرًا بين الشباب. تختلف أسباب الاهتمام فيه من إنسان إلى آخر، ولكن يمكن القول أن قراءة التاريخ، تجعلنا نخوض رحلة فكرية وروحانية تعيد الحياة إلى الذاكرة، وتنقلنا عبر الزمن لفهم أصولنا وتشكيل هويتنا.

فالروايات التاريخية تقدم لنا هذه الفرصة بشكل خاص، إذ تشكل نافذة مثيرة تسمح لنا بربط الخيال بالواقع. تقدم لنا قصصًا تاريخية تجسد التجارب الإنسانية عبر العصور، وتعكس تأثير الدين والمعتقدات في تشكيل الفكر والثقافة. فهي توفر لنا أداة قوية لفهم الماضي وتأثيره على الحاضر، وتشجعنا على التأمل في تجارب البشرية ومسارها التاريخي.

 

الروايات التاريخية وأثرها في تشكيل الفكر

تعتبر الروايات التاريخية أكثر من مجرد قطع أدبية تستهوي القارئ بقصصها وشخصياتها الشيقة، بل هي نوافذ مفتوحة نحو الماضي تسلط الضوء على تفاصيل حياة الناس وأحداثهم في فترات زمنية معينة. بينما تقدم الروايات التاريخية متعة القراءة والتشويق، فإن لها أيضًا أثرًا عميقًا في تشكيل الفكر والوعي للقارئ.

  • من خلال جمع الوقائع التاريخية والخيال السردي، توفر الروايات التاريخية للقارئ فرصة فريدة لفهم الحقب التاريخية من منظور مختلف. تتيح له فهم الظروف الاجتماعية والثقافية والسياسية التي عاشها الأفراد في تلك الحقب، وتكشف عن أسباب الأحداث والتفاعلات التي أدت إلى تشكيل العالم كما نعرفه اليوم.
  • علاوة على ذلك، تشجع الروايات التاريخية القارئ على التفكير النقدي والتحليل العميق. فهي تتطلب منه استنتاجات وتقييمات لمصداقية الأحداث والشخصيات والمواقف التي تقدمها، مما ينمي قدرته على التمييز بين الحقيقة والخيال وفهم الحقائق التاريخية بشكل أعمق.
  • ومن ثم تعد الروايات التاريخية مصدرًا غنيًا للثقافة والمعرفة، حيث توفر للقارئ منظورًا جديدًا وشاملًا للماضي. تسلط الضوء على الشخصيات والآراء المعارضة التي قد تكون قد تم تهميشها في كتب التاريخ التقليدية، مما يثري فهمنا للتاريخ ويوسع آفاقنا على العالم وماضيه.

بهذه الطريقة، تبقى الروايات التاريخية ليست مجرد قطع أدبية، بل هي أدوات قوية لتعميق فهمنا للتاريخ وتشكيل وجهة نظرنا نحوه، وبالتالي تظل جزءًا لا يتجزأ من رحلتنا في استكشاف الماضي وفهمه.

 

نبذة عن “ثلاثية المسيح”

رواية “ثلاثية المسيح” تعتبر رحلة عميقة في عالم التاريخ المسيحي خلال العصور الرومانية. تنقل القارئ عبر ثلاثة أجزاء مترابطة، تشكل ملحمة أدبية فريدة من نوعها.

  • الجزء الأول، “عيسى بن مريم”، يعرض سيرة حياة المسيح منذ ولادته حتى مأساته. يتميز بوصف دقيق للأحداث والمشاعر التي عاشها المسيح وأتباعه خلال تلك الفترة الصعبة من تاريخهم. يبرز هذا الجزء الغضب الإلهي الذي هز الأرض بمقتل يحيى عليه السلام، مما يضفي على الرواية بعدًا إيمانيًا عميقًا.
  • في الجزء الثاني من “ثلاثية المسيح”، المعنون “الحواريون”، يسلط الكاتب الضوء على المكائد التي قامت بها الفئات اليهودية للإيقاع بالمسيح، وعلى الأحداث التي أدت إلى صلبه على يد الرومان. يروي بدقة قصة صعوده إلى السماء، وبداية رحلة التبشير بقيادة مريم المجدلية والحواري بطرس، الذي كان صخرة صلبة في مسيرة المسيحية.
  • في الجزء الثالث، المعنون “بولس”، يُكمل السرد بتتبع رحلة (شاؤول الطرسوسي) وتحوله إلى (بولس)، الذي أصبح أحد أهم أعمدة المسيحية. يُناقش الجزء تأثيره العظيم على عقائد المسيحية، ويستعرض رحلاته التي دوّنها في “أعمال الرسل”. يُختتم الجزء بوفاة الحواريين واحدًا تلو الآخر، حتى وفاة أصغرهم (يوحنا) سنة 100 للميلاد.

 

ومن أحد التعليقات على الرواية: “هذه الرواية هي أولى ثلاثية تسرد حياة المسيح بأسلوب روائي محبب، يجعلك تجهل كيف مضى الوقت وأنت في صحبة هذا الكتاب، كنت قد التهمت عدداً كبيراً من الكتب التي تروي سيرة المسيح فيما سبق، لكن أيها لم يرقى لمستوى هذا الكتاب، ولي تجاربٌ سابقةٌ مع قلم المبدع أيمن العتوم فيما يخص كتب السير، فكأن قلمه وُجدَ ليروي لنا قصص الأنبياء والصالحين، وكلي شوقٌ لقراءة الجزء الثاني من الثلاثية.”

 

تصحبك الثلاثية في رحلة تاريخية مشوقة في قلب الحقبة المسيحية الرومانية، وتكتشفها من خلال الحقائق التاريخية والخيال الكاتب، تمنحك نظرة جديدة وشمولية لحياة المسيح عليه السلام. يمكنك الآن الحصول على الجزء الأول والجزء الثاني من متجر الإبداع الفكري.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق