ملخص كتاب (وقت المسلم) للدكتور طارق السويدان
لا شك أن الوقت هو الحياة، وأنه رأس المال الحقيقي للإنسان.
يأتي كتاب (وقت المسلم) ضمن سلسلة الإنتاجية للدكتور طارق السويدان ليؤكد هذا المعنى بالغ الأهمية ويتناول ذلك الموضوع من كل جوانبه، في تقسيم بديع كعادة ما يتميز به أسلوب المؤلف في كل ما يكتب.
يقع الكتاب في ثلاثة أبواب تحت كل باب عدة فصول
بدأ كتابه ببيان نظرة الإسلام إلى الزمن ومدى أهمية الوقت في حياة المسلم وبأن مرور الوقت دون استفادة يعني الخسارة الفادحة للفرد والمجتمع وأنه الفرصة التي لن تتكرر مرة أخرى.
ثم انتقل إلى بيان خصاص الوقت وصفاته، فأبان فيه أنه نعمة سابغة من الله تعالى وواجب النعمة أن تقابل بالشكر لا بالإهدار.
فمن خصائص الوقت أنه سريع الانقضاء، فما عمر الإنسان إلا أياما معدودة في أماكن محدودة.
ومن خصائصه أيضا أنه واحد لكن الناس يتفاوتون فيه فمن مستثمر له ومعتنٍ به ومن مفرط فيه ومهدر له فيما لا فائدة فيه.
والإسلام قد نظم حياة المسلم منذ استيقاظه وحتى يخلد إلى النوم بعد انقضاء يومه، فالمرء يمر في مراحل حياته بأطوار عديدة من بداية كونه جنينا في بطن أمه وحتى انقضاء عمره ونهاية أجله، ولكل وقت واجباته ومسئولياته التي لا ينبغي للمسلم أن يفرط في شئ منها.
ثم انتقل الكاتب إلى بيان ماتع لأهمية تنظيم الوقت من زيادة للإنتاجية وإطالة للعمر ومن تحويل للفراغ إلى عبادة يثاب عليها المسلم وينال الثناء من ربه سبحانه وتعالى، ومن فوائده كذلك أداء الواجبات في أوقاتها مهما كانت كثرتها.
وبعد ذلك يمضي بنا إلى بيان نماذج من تعامل المسلم مع وقته ومدى حرصه على كل لحظة من حياته واستثماره لهذا الثروة سريعة الانقضاء، وذكر أحوال السلف الصالح في استغلال أوقاتهم حتى آخر أنفاسهم المباركة، مما يرفع من همة القارئ ليحاول بلوغ ما وصله هؤلاء الأماجد من الدرجات العليا في منازل الدنيا والآخرة.
أما في الباب الأخير فقد ذكر المؤلف فيه موفرات الوقت ومضيعاته في نقاط واضحة وبأمثلة شارحة، واضعا يده على ما أصاب المسلم المعاصر من آفات بددت أوقاته الثمينه، ومقدما العلاج الناجع لهذه الآفات الجسيمة.
إنه سفرٌ جليل لا يستغني عنه مسلم حريص على وقته، منتبه للحظات عمره التي تنقضي، باحث عن آلية واضحة ومنهجية معتمدة لاستغلال ما تبقى من أيامه في الدنيا لتمتلئ صحائفه بما يسره في غده.
اللهم اغفر لنا ما مضي ،ووفقنا فيما بقي من أعمارنا