الكتاب عبارة عن مشروع كبير لغرس القيم في المجتمع من خلال برنامج شامل يضم كل المراحل وكل الآليات لتنفيذ هذه الرؤية التي تبرز في هذا الوقت المهم الذي تلاشت فيه كثير من القيم والأخلاق الفاضلة وحل محلها ما يضادها من آفات مجتمعية لا تخفي على من كان له سمع أو ألقى السمع وهو شهيد.
وقد شاركت في هذه المشروع هيئات مرموقة منها اللجنة الاستشارية العليا للعمل على استكمال تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية ، ووزارة التربية ، ووزارة الأوقاف، ووزارة الأعلام ، وغيرها من الهيئات المهمة إيمانا منها بمدى أهميته وخطورته في غرس القيم والأخلاق في المجتمع مما يجعله مجتمعا صالحا رائدا خاليا مما يفسد المجتمعات الأخرى من الآخلاق الذميمة.
ينتظم هذا العمل الرائع في خمسة فصول:
الفصل الأول: يستعرض فيه معنى القيم في اللغة ومعناها في الاصطلاح ، كما يشير إلى تصنيف القيم باعتبارات عدة ويقسمها إلى الكثير من الأقسام القابلة للإضافة، فالحياة مليئة بالنماذج الإيجابية التي تقودنا للاقتداء بها.
ويطرح في هذا الفصل سؤالا مهما: هل القيم تتغير بمتغيرات الحياة؟ أم أنها ثابتة مهما طرأ على المجتمعات من رياح التغيير؟
ثم يضع المنهجية المعتمدة في بناء القيم ويوضح المراحل الأساسية لاكتسابها.
الفصل الثاني: ويتكلم فيه عن قيمة سامقة ترفع المرء وتدفعه للارتقاء بنفسه نحو معالي الأمور ، إنها (الثقة بالنفس).
يعرفها لغة واصطلاحا، ويوضح أهميتها ، ثم يضح الأسباب التي تؤدي إلى ضعف الثقة بالنفس لدى الفرد وتفاوتها من شخص لآخر.
ثم يشرع في وضع الوسائل المتاحة في بناء الثقة في النفس، ويأخذ بيد المرء ليعلمه كيفية التعامل مع نفسه الغير واثقة.
الفصل الثالث: فيه يضع المؤلف التسعة عشر مبدءاً التي من خلالها يتم العمل على مشروع تعزيز الثقة بالنفس، ويوضح الآليات المتبعة في هذا العمل، ويكشف الطريقة المثلى لتنفيذ المشروع مع ذكر الفئات المستهدفة له.
الفصل الرابع: يفصّل القول حول أهمية تكوين فرق العمل وضرورة عملها معا بانسجام ليؤدي كل فريق منها مهامه بنجاح.
الفصل الخامس: وفيه المنهجية المتبعة للعمل في تنفيذ المشروع، وهي منهجية دقيقة تأخذ كل خطوة منها بركاب الأخرى، وفيه الاستراتيجيات التي يمكن الاستعانة بها في تطبيق الأسلوب التكاملي لغرس القيم.
وكذلك يتكلم عن الفترة الزمنية الموضوعة للخطة، ويوضح أهم الأمور التي ينبغي مراعاتها لتطبيق المشروع.
وفي آخر الكتاب يقدم المؤلف عدة نماذج عملية لمشروع (واثق) ومقياس الثقة بالنفس وغيرها من الجداول المهمة التي تكشف للشخص أهم القيم التي اكتسبها والصفات الحميدة التي غرسها في نفسه من خلال هذا المشروع المبارك.
يعد هذا المشروع قفزة واسعة نحو بناء القيم الحميدة في المجمتعات التي تؤمن بأن الدول إنما تقوم على القيم وكلما كانت الأخلاق الجيدة متفشية فيها كلما كان ذلك دافعا لها للتقدم والتطور والسمو نحو المعالي.
ورحم الله القائل:
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
تحية عطرة لدكتور طارق السويدان ،نتمنى من الله سبحان أن تكون هده الأعمال سبب في دخولك الجنة يارب.